يعتبر وقت القيام بالواجبات المنزلية عند الكثيرين من الأطفال فترة أعمال شاقة، بينما يجده الراشدون كعبء إضافي يجاهدون لإنهائه. في المقابل، تعتبر هذه المناسبة من أهم المناسبات التي ستحبب للطفل مدرسته أكثر وأكثر. كيف ذلك؟ يحتاج الطفل إلى قليل من المدح لتشتعل في داخله طاقات هائلة، (انظر كيفية المدح والعتاب في موضوع بدون صراخ.. هل سأنجح؟؟) لذا، إذا ساعد الأهل طفلهم على القيام بواجباته المدرسية بشكل غير مألوف، فإن ذلك سيكون سببا في الحصول على المدح من طرف مدرسيه وزملائه. وبالتالي يقبل الطفل عليها بنهم (لا علاقة لحب الإطراء والمدح عند الطفل بالرياء، لكن في نفس الوقت يجب إعطاؤه لقاحات ضد التكبر والتفاخر…).
كيف أقدم عملا بشكل مبتكر؟
إن أعمال الراشدين البسيطة هي في أعين الصغار عظيمة، وهي حقا كذلك، فقط لأن الكبار اعتادوا عليها وكرروها إلى أن أصبحت مألوفة.
علم طفلك طريقة جديدة لتزيين الصفحة وكيفية توضيح العناوين… لأن الاهتمام بالكراسة من أكثر ما يعجب المدرسين (لأنهم، هم أيضا يتباهون فيما بينهم بذلك.. افشيت سرا ^_^)
إذا كان المطلوب حفظ جزء من قصيدة مثلا، ادفع طفلك – عن طيب خاطر – لحفظ أبيات غير مقررة (دليلا على اهتمام الطفل بالمادة، ورسالة اعتراف ضمنية باهتمام الآباء بالأبناء.. ينعكس ذلك بالتأكيد على طريقة تعامل المدرس مع الطفل).
هل تملك موهبة التلحين والغناء؟ لا تدع طفلك إذن يستظهر المحفوظة بشكل عادي كما الباقين.
ساعد طفلك لإعداد معجمه المصور الخاص: والمقصود بأن يكون للطفل دفتر خاص، يلصق فيه فقط الصور، مذيلة بتعاليق قصيرة ما أمكن.. الصور تبوب حسب الدروس المقررة، ويستعمله التلميذ كمرجع مساعد أثناء حصة الدرس. وظيفته أن يذكر الطفل بتفاصيل ينساها (كما هو معلوم، فإن الصور تساعد بشكل كبير وسريع على التذكر، عكس الجمل المكتوبة)
وظف الأنشطة التربوية المقدمة بموقع المربي المبدع وغيره من المواقع التربوية مثل العبقري الصغير… لإيصال مفاهيم تربوية أو تعليمية بطرق أخرى غير المقدمة داخل الفصل (الأصل أن تكون الأنشطة المقدمة في القسم هي أيضا من نفس الطينة، لكن في غياب إلمام بالمجال، لازال الموضوع في لائحة الانتظار..)
هناك العديد من الأفكار، وهي لا تحتاج لكثير عناء من أجل ابتكارها وتنفيذها.. فقط حدد الهدف، واستوح الفكرة.
كيف أجعل من وقت المذاكرة فترة استفادة ومتعة؟
فيما يلي مجموعة من الخطوات التي يمكن اتباعها من أجل تحقيق الهدف الأول المرجو وهو إنجاز الواجبات المدرسية، إلى جانب الاستمتاع بالعملية (انطلاقا من هذه الأفكار، يمكن استخلاص المعيقات التي يقع فيها البعض خلال هذه الفترة):
الوقت \ التوقيت:
يفضل أن يكون للمذاكرة وقت خاص. إلا في الحالات الخاصة، فيمكن تغييره. كما تحدد مسبقا المدة الزمنية التي تستغرقها العملية (وقت البداية والنهاية) تختلف هذه المدة باختلاف المرحلة العمرية والمستوى الدراسي ومؤهلات كل طفل على حدة.
تهييء الجو الملائم:
لا يمكن بحال من الأحوال أن نطلب من طفل التركيز في عمله، وإخوته الصغار يلعبون بالقرب منه، أو بصوت مرتفع، أو أمام التلفاز… هذه مهيجات تشعل فيه الرغبة في اللعب والاستمتاع – كأي طفل طبيعي – ينبغي الانتباه لها.
الصرامة:
لا يجب أن تكون هذه الفترة امتدادا لفترات الدراسة. فإحساس الطفل بارتباط هاتين المرحلتين يجعله يستحضر لا شعوريا معيقات التعلم عنده، ما يقلل من فرص تداركه لما فاته. هذا لا يعني أن تغيب الجدية مطلقا.. لندفع الطفل إلى الشعور بالأمان حتى لا يشكل الخوف من الخطإ حاجزا، وذلك بمسؤولية.
طريقة التواصل:
الأصل أن يعم الهدوء مرحلة إنجاز الواجبات المدرسية، ولا مجال للغضب والصراخ والضرب والتوبيخ.. إنها أمور تحد من جاهزية عقل الطفل واستعداده للفهم، ولا توصل إلى النتيجة المرجوة. إذا لم يتمكن الطفل من فهم المطلوب، فأعد الشرح بكلمات قصيرة واضحة ما أمكن.
المنتوج:
في نهاية مدة المذاكرة، على الطفل أن يقدم منتوجا ملموسا: إما أن يستظهر قرآنا حفظه، أو ينجز تمارين رياضية… وإذا كان بالإمكان تركه بمفرده أثناء مذاكرته (حسب مستواه الدراسي) مع مراقبة عن بعد، فمن الضروري حضور الأهل لتقييم العملية في النهاية.
قد يكون المطلوب صعبا أو كثيرا لدرجة أن الطفل لا يستطيع إنجازه في الوقت المحدد. تقبل عدم إكمال طفلك لواجباته، لكن شرط التواصل السريع مع مدرسيه بغية معالجة الموضوع حتى لا يتكرر كثيرا، وهو أفضل بكثير من إنجازك للعمل وجعله يقوم بعملية النسخ مثله مثل الآلة.